يقال ان هذه القصة الطريفة حدثت أثناء فترة الاختبارات في الستينيات الميلادية لأحد معلمي اللغة العربية السودانيين واسمه ( أسامه ) ، فبعد انتهاء اختبار مادة البلاغة قام الأستاذ أسامه بتصحيح أوراق إجابات الطلاب كما يفعل دائما , وقد اعتاد هذا المعلم وغيره ان يجد بعض الطلاب وقد ترك سؤالاً أو سؤالين بدون إجابة ، وهو أمر يتكرر دائما , إلا أن ما أثار استغرابه ودهشته ورقة إجابة أحد الطلاب فقد تركها خالية تماما , ولم يجب فيها على أي سؤال ووضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان ..!
أسامه قل لـي مـــا العمـــل
واليأس قـد غلـــب الأمـــل
قـيـل امـتـحــــان بلاغـــــة ٍ
فحســـبته حـــان الأجـــل
وفزعت من صوت المراقب
إن تنحنـــح أو ســـعل
وأخذ يجول بيـن صفوفنــا
ويصــول صـــولات البطـــل
أســـامة مـهــــلاً يـا أخــــي
مــا كــــل مســـألة ً تُحــــل
فـمــــن الـبــلاغـــة نـافــــع
ومـــن البلاغـــة مـــا قتــــل
قـد كـنــت أبـلـــــد طالـــب
وأنـــا وربـــي لـــم أزل
فــــإذا أتـتــــك إجابتـــي
فيها الســـؤال بــدون حـــل
دعهـــا وصــحح غيرهـــا
والصفر ضعه علـــى عجـــل
فما كان من الأستاذ (أسامه) سوى إعطائه الدرجة الكاملة في مادة البلاغة ، لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة متوفر في هذا الطالب الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة
والبديعة على عجل ..!
----------
هذا يحدث سيداتي , سادتي عندما كان التعليم غاية وليس وسيلة ..
هذا يحدث سيداتي , سادتي عندما كان هدف المعلم العلم وليس الوظيفة ..
